السبت، 13 سبتمبر 2008

في هديه صلى الله عليه وسلم في قيام الليل والوتر والقنوت


لم يكن صلى الله عليه وسلم يدع صلاة الليل حضرا ولا سفرا، وإذا غلبه نوم أو وجع، صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة، وكان قيامه بالليل إحدى عشرة ركعة،أو ثلاث عشرة ركعة، فإذا انضاف ذلك إلى عدد ركعات الفرض والسنن الرواتب التي كان يداوم عليها، جاء المجموع أربعين ركعة وما زاد على ذلك فغير راتب . وكان إذا انتبه من الليل قال : ( لا إله إلا أنت سبحانك، اللهم أستغفرك لذنبي، وأسألك رحمتك، اللهم زدني علما،ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني ، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) . وكان إذا انتبه من نومه قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور ) ثم يتسوك. وربما قرأ العشر آيات من آخر سورة آل عمران ثم يتطهر، ثم يصلي ركعتين خفيفتين. وكان يقوم إذا انتصف الليل ، أو قبله أوبعده بقليل، وكان يقطع ورده تارة، ويصله تارة، وهو أكثر، فتقطيعه كما قال ابن عباس : إنه بعدما صلى ركعتين انصرف، فنام، فعل ذلك ثلاث مرات في ست ركعات، كل ذلك يستاك ويتوضأ ، ثم أوتر بثلاث .


وكان وتره أنواعا منها: هذا، ومنها : أنه يصلي ثماني ركعات يسلم بين كل ركعتين ، ثم يوتر بخمس، سردا متواليات، لايجلس إلا في آخرهن، ومنها: تسع ركعات يسرد منهن ثمانيا، لايجلس إلا في الثامنة، يجلس فيذكر الله، ثم يحمده، ويدعوه، ثم ينهض ولا يسلم، ثم يصلي التاسعة، ثم يقعد فيتشهد ويسلم، ثم يصلي بعدها ركعتين بعد السلام) . ومنها: أنه يصلي سبعا، كالتسع المذكورة، ثم يصلي بعدها ركعتين جالسا. ومنها أنه يصلي مثنى مثنى ثم يوتر بثلاث لا يفصل بينهن، فهذا رواه أحمد، عن عائشة، أنه كان يوتر بثلاث لا فصل فيهن.وفيه نظر، ففي صحيح ابن حبان عن أبي هريرة مرفوعا : ( لاتوتر بثلاث، أوتر بخمس أو سبع، ولا تشبهوا بصلاة المغرب) . قال حرب: سئل أحمد عن الوتر ؟ قال: يسلم في الركعتين، وإن لم يسلم، رجوت ألا يضره، إلا أن التسليم أثبت عن النبي. وكانت صلاته بالليل ثلاثة أنواع: أحدها وهو أكثرها: صلاته قائما. الثاني: أنه كان يصلي قاعدا. الثالث: أنه كان يقرأ قاعدا، فإذا بقي يسير من قراءته قام فركع قائما، وثبت عنه أنه يصلي ركعتين بعد الوتر جالسا تارة، وتارة يقرأ فيهما جالسا، فإذا أراد أن يركع قام فركع.


ولم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قنت في الوتر ، إلا في حديث رواه ابن ماجه ، قال أحمد: ليس فيه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء، ولكن كان عمر يقنت من السنة إلى السنة . وكان الرسول يقرأ في الوتر بالأعلى والكافرون والصمد ، فإذا سلم قال : سبحان الملك القدوس ، ثلاث يمد صوته في الثالثة ويرفع .


وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسر بالقراءة في صلاة الليل تارة، ويجهر تارة، ويطيل القيام تارة، ويخففه تارة، وكان يصلي التطوع بالليل والنهار على راحلته في السفر، قبل أي وجه توجهت به ، فيركع ويسجد عليها إيماء ، ويجعل سجوده أخفض من ركوعه.


اللهم صلي على نبيك وعبدك محمد كلما تعاقب الليل و النهار وكلما ذكره المصطفون الأخيار .




*/هذا الموضوع وصلنا من العنود الجربوع

ليست هناك تعليقات: